يتناول الجزء الثالث من هذه السلسلة المنعطف الأهمّ في تاريخ الرهبانيّة اليسوعيّة، ففي ضوئه ستُعيد الرهبانيّة قراءة تاريخها على الدوام، فتعي دومًا أنّها رهبانيّة من جسدٍ ودم في إنسانيتها: أي في ضعفها وسقطاتها ومحدوديّتها. ومع ذلك، يعمل الرّوح القدس في داخلها لتحقّق ما تُحقّقه من أمجاد. ما لا يعرفه بعضنا أنّ تاريخ الرهبانيّة لا يمتدّ على فترة واحدة، بل هو مبتورٌ إلى جزءين يفصلهما حوالى الأربعين سنة من الإلغاء الباباويّ إيّاها. فبعد أن وصل تعداد الرهبان اليسوعيّين إلى عشرين ألفًا، هبط إلى مائتين فقط، وبقي هؤلاء تحت حماية قيصرة روسيا كاثرين الثانية الخارجة عن سلطة روما. عادت القلّة الباقية من سبي روما فكوّنت النواة الجديدة الّتي اندثرت في تُراب التاريخ لتعود للتبرعم ثانيةً مع ربيع ثانٍ يروي قصّته الجزء الرابع.
إغناطيوس الأنطاكي،كليمنضوس الروماني،يوليكربوس الإزميري ، كانوا الوجه المشرق في سماء المسيحية في نهاية القرن الاول وحتى منتصف القرن الثاني ، والشهود ال..