العبور إلى الرجاء-البابا يوحنا بولس الثاني

لم يسبق قط أن كتب أي من البابوات، كونه بابا، کتاب بهذه الذاتية.

كما لم يسبق أن أجاب أي بابا، ومن غير تكلف، عن كل المسائل الأساسية التي يطرحها أي منا.

هذه النصوص التي كتبت دفعة واحدة، بعزم وبعفوية، قد يصفها البعض "بالتهور السخي"، تفتح لنا طريقا إلى صميم فكر البابا يوحنا بولس الثاني وإيمانه بالذات. کیف استطاع الله أن يسمح بالحرب وبمخيمات الاعتقال وبالمحرقات؟ أيكون، حقا، محبة إله يسمح بأشياء كهذه؟ أو يكون عادلا في خليقته؟ ألا يثقل كثيرا كاهل الإنسان ويترکه وحيدا ينوء بهذا الحمل الثقيل، معاقبا إياه بالعيش حياة لا رجاء فيها؟ هذا "الوصية" الحقيقية إذا، تشكل وثيقة استثنائية لعصرنا وللتاريخ.

هذا الكتاب حدث فريد هو. والكلمة التي تحركه تجعل نداء عاجلا، نداء جوهريا، يدوي في عمق أعماقنا: "أعبروا إلى الرجاء - أعبروا إلى الرجاء الوحيد الذي لن يخذلنا أبدا".

إنه الله بالذات الذي يبوح لنا، من دون كلل، بحبه، بصوت البابا يوحنا بولس الثاني، وعلى عتبة الألف الثالث.