الجمعة ٢٩/٤/٢٠٢٢ – أطلقت جمعية جهود للتنمية المجتمعية وبالشراكة مع البعثة البابوية في القدس وبالتعاون مع الأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين – “شبيبة موطن يسوع”، ومكتب التعليم المسيحي التابع للبطريركية اللاتينية في القدس، نتائج الدراسات المسيحية التي نفذتها بعنوان “واقع واهتمامات واحتياجات الشباب المسيحي” والتي استهدفت فيها التجمعات المسيحية في كلٍ من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. وتُعد هذه الدراسة من أهم الدراسات الحديثة التي يتم تنفيذها حول اجتياحات واهتمامات الشباب المسيحي بشكل شمولي، وخصوصا وأنها تأتي في السينودس العام في الكنيسة الكاثوليكية.
فبحسب ما تشير الاحصائيات الأخيرة إلى انخفاض عدد المسيحيين في مناطق الضفة الغربية والقدس وغزة الى 46 ألف نسمة، أي ما يقل عن ١% من مجموع السكان العام. ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة؛ ففهم العوامل التي تؤدي إلى هجرة الشباب المسيحي هو بداية الطريق في سبيل ايجاد حلولٍ لانخفاض عدد المسيحيين في الأراضي المقدسة.
وقد شرح السيد مغنم غنام مدير جمعية جهود اهداف هذه الدراسة من خلال النقاط التالية:
- معرفة احتياجات وواقع الشباب المسيحي بهدف تصميم برامج تتناسب مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.
- تحديد اهتماماتهم في المشاريع التنموية والتي تشمل مشاريع التمكين الاقتصادي والاجتماعي، التشغيل، المشاريع الصغيرة، التوعية والتدريب والقيادة المجتمعية، وطرق تشجيعهم على المشاركة والاستفادة من هذه المشاريع.
- تحديد التحديات والصعوبات التي يواجهها الشباب المسيحي.
- تحديد المواضيع التي يحتاجها الشباب في التوجيه والإرشاد والتعليم المسيحي والقيادة المسيحية الشابة.
ومن بعده عرض السيد رامي قرط أحد الباحثين الذين قاموا بهذه الدراسة نتائج الدراسة والمنهجية التي اعتمدوا عليها في تجميع البيانات وتحليلها. ٤٤٪ من المسيحيين في الضفة والقدس وغزة يفكرون جدياً بالهجرة! والتي سلطت الضوء على مشاكل يواجهها الشباب المسيحي من منظور اقتصادي واجتماعي وسياسي، وما قد يواجهه الشباب في تحديد هويتهم المسيحية وانتمائهم لبلادهم وشعورهم بعدم الامان.
وقد علّق سيادة المطران وليم الشوملي النائب البطريركي العام في القدس على هذه النتيجة المحزنة: “علينا أن نعمل معاً من أجل إظهار وتطبيق التعليم المسيحي في حياتنا اليومية، إن ما نراه اليوم من مشاكل اجتماعية هو واقع محزن جداً، وما اظهرته هذه الدراسة هو مؤشر قوي وحقيقي يدق ناقوس الخطر أمامنا. وعليه، فان تعاوننا كمؤسسات مسيحية مع مؤسسات المجتمع المدني لهو أمرٌ ضروري وعلينا أن نعزز روح الانتماء المسيحي الفلسطيني في هذه الأرض حتى لا تصبح هذه الأرقام حقيقة أمام عيوننا بعد فوات الأوان.”
أما سيادة المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس في القدس فقد علّق قائلاً: “تضعنا هذه الارقام المحزنة أمام مسؤولية تحسين وضع الشباب المسيحي في فلسطين، وذلك من أجل خدمة الوجود المسيحي في هذه الأرض المقدسة والذي يجب أن يكون أولويتنا. وما هو مطلوب منا كمسيحيين هو أن نتعاون، أن نعزز ترابطنا معا كجسم واحد.”
وقد أعربت الأمين العام للشبيبة المسيحية نادين بيطار ابو سحلية عن أهمية تعاونهم في تنفيذ هذه الدراسة حيث قالت: “ساعدتنا هذه الدراسة -كوننا الذراع البطريركي الشبابي الذي يعمل مع الشباب ومن أجل الشباب- على معرفة احتياجاتهم واهتماماتهم من أجل وضع خطة عمل تسد الفجوات وتلبي احتياجات الشباب المسيحي في الأرض المقدسة، وأكدت أن خطة العمل القادمة للأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين ستتمحور حول حلّ المشكلات التي اظهرتها نتائج هذه الدراسة من خلال انشطتها وفعالياتها المتنوعة مع مختلف الكنائس المسيحية في الوطن.
كما وعبّر مدير عام مكتب التعليم المسيحي ونائب المرشد الروحي للشبيبة، الأب ريمون حداد عن أهمية العمل المشترك بين المؤسسات المسيحية من أجل الحصول على نتائج أفضل لما يقومون به، حيث قال: “نحن نعمل بشكل مكثف من أجل العمل المشترك بين المؤسسات، لتعزيز التعليم المسيحي في المدارس، وتمكين المعلمين عبر ورشات مكثفة ومخصصة للتعليم المسيحي، وتوفير فرص التدريب والتشبيك والتوظيف، ونؤكد أن التغيير يبدأ من العمل المشترك بيننا جميعاً”.
وفي الختام، فقد تم فتح مجال أمام الحضور لطرح أسئلة او مقترحات او اضافات ليتم العمل بها. وسيتم وضع النتائج بين يدي كل من يستطيع التأثير بواقع الشباب. وعليه تسعى الأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين دائما للعمل مع الشباب ومن أجلهم في سبيل انتماء شامل وكامل.
شاكرين كل من جمعية جهود للتنمية المجتمعية، ومكتب البعثة البابوية في القدس. وكل من ساهم ودعم وبادر لانجاح هذه الدراسة، آملين أن نحقق ما نصبو إليه في بلدنا وكنيستنا.