السر الأول: القيامة
بقي الصمت عائماً في كل المسكونة ، من الصليب إلى القبر كان الحزن يعُم كل نفس في الخليقة، كانت أيام حزن مُريعة. ولكن عند فجر الأحد، أتت النسوة ليضعن الطيب على يسوع، وعند وصلوهنّ القبر، عمّ على وجوههنّ الإستغراب والمفاجأة. اين الحجر؟! ومن أزال لنا الحجر الكبير؟! فدخلن مسرعات الى القبر فلم يجدن أي أثرا ليسوع. وعند خروجهنّ من القبر، ظهر لهم شابا بثياب بيض وقال لهم: “الذي تبحثون عنه انه ليس ههنا بل قام”، قام من الموت قام منتصرا على الظلمة والخطيئة، انه ليس ههنا ها هو يتقدمكم الى الجليل واخبروا البقية بما رأيتم وسمعتم فلا تخافوا فهو قائم من القبر.
بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.
السر الثاني: الصعود
صعدنا سويةً إلى الجبل، هناك ونحن نتحدّث معه فإذا بغمامة قد أحاطته وصعد إلى أعالي السماء. وقال لنا: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر” ولقد فرحت الأرض وتهللت السماء بإن ابن الله جلس عن يمين الآب، ومَلَكَ مُلْكٌ لن يزول أبداً.
بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.
السر الثالث: حلول الروح القدس
كنّا خائفين مختبئين في العلية، خائفين من اليهود، لم يستطع أحد أن يخرج لأي مكان خوفاً من أن يقتلوننا. وكانت تتمركز في وسطنا مريم العذراء امِّنا وامِّهِ. فجأة سمعنا صوتَ قوةٍ غريبة تخترق العلية، لم نعرف ما هي. وبعد لحظاتٍ، أحسسنا بشيءٍ غريبٍ في داخلنا.. تغيرت مشاعرنا.. أحاسيسنا.. تغير شعور الخوف إلى شعور الفرح والقوة.. أدركنا في الحال أن وعدَ المسيح قد تم بإرسال المؤيد والمحيي لنا. ومن وقته خرج بطرس يعلن شهادة الإيمان وشهادة القوة التي نالها من الروح القدس. فشكرا لك أيها الروح لأنك منحتنا القوة لنشر الحقيقة ألا وهي موت وقيامة إبنك من القبر.
بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.
السر الرابع: إنتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء
المسيح وهو على الصليب وكل إليَّ أمَّه وقال لي: هذه أمُّكَ. وقال لها: هذا ابنك. فبقيت معها حتى آخر رمق في حياتها، وكانت دائما تحدّثني عن مسيرتها مع إبنها المسيح. ولكن في النهاية اتت اللحظة لتودِّعنا ولتودِّع هذه الحياة، فرقدت ولم نسمع صوتها ولا همساتها. ولكن إبنها لم يرضَ بأن تتذوق أمُّه الموت لأنها تستحق المجد والسلام، فنزل وحملها في أحضانه إلى السماء، إلى الموضع الذي يجب ان تكون فيه. هي لم تمت بل ها هي مع الثالوث الأقدس في السماء تنظر الينا وتنتظرنا وتصلي من أجلنا.
بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.
السر الخامس: تكليل سيدتنا مريم العذراء بإكليل المجد سلطانة على السماء والأرض
امرأة ملتحفة بالشمس، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا. هذه هي أم المخلص، هي حواء الجديدة التي داست على رأس الحية ولم تجعلها تسيطر عليها كحواء القديمة، بل بقيت أمينة وصادقة ومحبة للعهد الذي قَطعَتْهُ مع الله يوم قالت: “انا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك”.
بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.
صلاة العذراء مريم سيدة فلسطين
يا مريم البريئة من كل عيب، يا سلطانة السماء والأرض البهية، ها نحن جاثون أمام عرشك السامي، وواثقون كل الثقة، بجودتك وقدرتك غير المحدودة، فنلتمس منك نظرةً عطوفة، على هذه البلاد الفلسطينية، التي تخصك أكثر من سائر البلاد، لأنك باركتها بميلادك فيها، وبفضائلك وأوجاعك، ومن هذه البلاد منحت الفادي العالم.أذكري أنك هنا، أقمت لنا أماً شفيقة، وموزعة للنعم، فاسهري إذاً بعناية فريدة على وطنك هذا الأرضي، وبددي عنه ظلمات الضلال، بعد أن سطعت فيه شمس البر الأبدي، واجعلي أن يتم سريعاً الوعد الصادر من فم ابنك الإلهي، بأن تكون رعية واحدة وراعٍ واحد.استمدي لنا أجمعين أن نخدمه تعالى، بالقداسة والبرارة، مدة أيام حياتنا، حتى نستطيع أخيراً، باستحقاقات سيدنا يسوع المسيح، وبعونك الوالدي، أن ننتقل من أورشليم هذه الأرضية، إلى أفراح أورشليم السماوية. آمين.